سورة النحل - تفسير تفسير الماوردي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (النحل)


        


قوله تعالى: {أتى أمرُ الله فلا تستعجلوهُ} فيه ثلاثة تأويلات:
أحدها: أنه بمعنى سيأتي أمر الله تعالى.
الثاني: معناه دنا أمر الله تعالى.
الثالث: أنه مستعمل على حقيقة إتيانه في ثبوته واستقراره. وفي {أمر} أربعة أقاويل: أحدها: أنه إنذار رسول الله صلى الله عليه وسلم، قاله أبو مسلم.
الثاني: أنه فرائضه وأحكامه، قاله الضحاك.
الثالث: أنه وعيد أهل الشرك ونصرة الرسول صلى الله عليه وسلم قاله ابن جريج.
الرابع: أنه القيامة، وهو قول الكلبي. وروي عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه أنه قال لما نزلت: {أتى أمر الله} رفعوا رؤوسهم فنزل {فلا تستعجلوه} أي فلا تستعجلوا وقوعه.
وحكى مقاتل بن سليمان أنه لما قرأ جبريل على رسول الله صلى الله عليه وسلم {أتى أمر الله} نهض رسول الله خوفاً من حضورها حتى قرأ {فلا تستعجلوه}.
ويحتمل وجهين:
أحدهما: فلا تستعجلوا التكذيب فإنه لن يتأخر.
الثاني: فلا تستعجلوا أن يتقدم قبل وقته، فإنه لن يتقدم.


قوله عز وجل: {ينزل الملائكة بالروحِ من أمره على من يشاء من عبادِهِ} فيه خمسة تأويلات:
أحدها: أن الروح ها هنا الوحي، وهو النبوة، قاله ابن عباس.
الثاني: أنه كلام الله تعالى وهو القرآن، قاله الربيع ابن أنس.
الثالث: أنه بيان الحق الذي يجب اتباعه، قاله ابن عيسى.
الرابع: أنها أرواح الخلق. قال مجاهد لا ينزل ملك إلا ومعه روح.
الخامس: أن الروح الرحمة، قاله الحسن وقتادة.
ويحتمل تأويلاً سادساً: أن يكون الروح الهداية، لأنها تحيا بها القلوب كما تحيي الروح الأبدان.


قوله تعالى: {خَلَقَ الإنسان من نطفةٍ فإذا هو خصيم مبين}.
الخصيم المحتج في الخصومة، والمبين هو المفصح عما في ضميره. وفي صفته بذلك ثلاثة أوجه:
أحدها: تعريف قدرة الله تعالى في إخراجه من النطفة المهينة إلى أن صار بهذه الحال في البيان والمكنة.
الثاني: ليعرفه نعم الله تعالى عليه في إخراجه إلى هذه الحال بعدما خلقه من نطفة مهينة.
الثالث: يعرفه فاحش ما ارتكب من تضييع النعمة بالخصومة في الكفر، قاله الحسن. وذكر الكلبي أن هذه الآية نزلت في أُبي بن خلف الجمحي حين أخذ عظاماً نخرة فذراها وقال: أنُعادُ إذا صرنا هكذا.
قوله عز وجل: {والأنعام خلقها لكم فيها دفءٌ} فيه ثلاثة أقاويل:
أحدها: أنه اللباس، قاله ابن عباس.
الثاني: ما ستدفئ به من أصوافها وأوبارها وأشعارها، قاله الحسن.
الثالث: أن الدفء صغار أولادها التي لا تركب، حكاه الكلبي. {ومنافِعُ} فيها وجهان:
أحدهما: النسل، قاله ابن عباس.
الثاني: يعني الركوب والعمل. {ومنها تأكلون} يعني اللبن واللحم. قوله عز وجل: {ولكم فيها جمال حين تريحون وحين تسرحون} يحتمل وجهين:
أحدهما: أن الرواح من المراعي إلى الأفنية، والسراح انتشارها من الأفنية إلى المراعي.
الثاني: أنه على عموم الأحوال في خروجها وعودها من مرعى أو عمل أو ركوب وفي الجمال بها وجهان:
أحدهما: قول الحسن إذا رأوها: هذه نَعَمُ فلان، قاله السدي.
الثاني: توجه الأنظار إليها، وهو محتمل.
وقد قدم الرواح على السراح وإن كان بعده لتكامل درها ولأن النفس به أسَرُّ. {وتحمل أثقالكم إلى بلدٍ لم تكونوا بالغيه إلا بِشِقِّ الأنفس} في البلد قولان:
أحدهما: أنه مكة لأنها من بلاد الفلوات.
الثاني: أنه محمول على العموم في كل بلد مسلكه على الظهر.
{إلا بشق الأنفس} فيه وجهان:
أحدهما: أنكم لولاها ما بلغتموه إلا بشق الأنفس.
الثاني: أنكم مع ركوبها لا تبلغونه إلا بشق الأنفس، فكيف بكم لو لم تكن.
وفي شق الأنفس وجهان:
أحدهما: جهد النفس، مأخوذ من المشقة.
الثاني: أن الشق النصف فكأنه يذهب بنصف النفس.

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8